قصة قصيرة للأطفال الجندى أمين

قصة قصيرة للأطفال

قصة قصيرة للأطفال الجندي أمين

اليوم مع قصة قصيرة للأطفال بعنوان الجندي أمين..

كان الجندى” أمين ” يسير بخطوات ثقيلة منتظمة على أرضية المحطة التى تقع تحت الأرض (مترو الأنفاق)، والأزرار النحاسية تزين سترتـه العسكرية. 
راح يفكر فى قريته البعيدة فى أحضان الحقول.. وتذكر أمه المريضة التي فى حاجة إلى دواء يخفف من وطأة المرض، ويعيد إليها بعضا من نشاطها، تذكرها وهو يحتضن بندقيته والهواء الطرى يداعب شعره الناعم.
عليه أن يتفقد حالة المترو عربة، عربة، ويطمئن إلى سلامتها.
الصمت يلف المكان ولا شيء غير صدى أقدامه الثقيلة على صدر المحطة، لم يكن الجندى “أمين” يعرف بعد أنه سيكون حديث الناس فى كل مكــان، وأن الإذاعة والتليفزيون والمجلات سوف تتحدث عنه طوال شهر كامـل.
أخذ يدندن وهو يتنقل ببصره هنا وهناك..
ـ ما هذا؟
كف عن الصفير فجأة حين سقطت عيناه على حقيبة سوداء كبيرة.
قال مخاطبا نفسه: “يبدو أن أحد ا لمسافرين قد نسيها”..
كانت الحقيبة السوداء الكبيرة مثقلة بورق البنكنوت، عرف ذلك حين فتحها، لم يكن يحلم، هاهي النقود كثيرة، كثيرة. غمرته الفرحة، راح يرقص، ويرقص، والبندقية فى يديه ترقص معه.
أغلق الحقيبة جيدا، وتأكد أن المحطة خالية تماما، عليه الآن أن يحتفظ بالحقيبة، لكن الجندى الذى لم يتعود على المال الحرام انتفض جسده فجأة وشعر بالخوف.. الخوف من اله الكون الذى يراه ويسمع ما يدور بداخـله. انه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
وعلى الفور توجه صوب مكتب الضابط المناوب وعرض عليه الحقيبة.
كان الجندى ” أمين” يعلم أن هناك عشرة فى المائة ينص عليه القانون تمنح لمن يعثر على أي مبلغ من المال، لكنه لن يحصل عليها، لأن ذلك مـن صميم عمله. كان يعلم ذلك جيدا، ورغم هذا فقد ابتسم وهو يرد الحقيبـة المثقلة بالنقود.
هذه هي القصة الأخيرة من سلسلة القصص القصيرة من تأليف الأستاذ محمد المطارقي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال