دع القلق وانطلق الاجر العاجل

دع القلق وانطلق الاجر

دع القلق وانطلق الاجر العاجل

نستكمل مقالات دع القلق وانطلق مقالة اليوم عن الاجر العاجل.

بعض الناس يتصور أن محل الجزاء هو الآخرة فحسب أما في هذه الدنيا فلا شيء.

قد لا يصرح المرء بهذا، ولكنه يتصرف بطريقة تنم عن هذا وتدل عليه. 

ربما كان منشأ ذلك الشعور هي تلك ” الغفلة ” التي قد تعتري النفس البشرية في بعض الأحايين، لتسوغ لها رغباتها وأهواءها المخالفة لمنهج الحق تعالى. وذلك من خلال آفة ” التسويف ” أو ” تأجيل التوبة ” مع تناسي فجأة الموت وبغتة الأجل. 

وبقليل من التأمل نجد أن الله تبارك وتعالى بحكمته وكرمه منح هذه الدار (الدنيا) بعضًا أو نصيبًا من “الجزاء” ، بينما ادخر للآخرة كماله وتمامه. 

هذا البعض هو الذي نعني به “عاجل الأجر” ذلك أن عالم الدنيا هو أخذ شعاعات عالم الآخرة.

وفي الدنيا من نعيمه بعض نفحاته، ومن جحيمه كذلك بعض لفحاته.

دع القلق وانطلق الاجر

أليس الحر من فيح جهنم، ونارنا تلك قبس منها، وفاكهتنا تشبه تمامًا فاكهة الجنة مع فارق الطعم والرائحة والمذاق، والحجر الأسود من الجنة، وجبل أُحد أحد جبالها؟

ونحن إذا نظرنا إلى ذلك الطائع الموفق في صلته بالله تعالى ألا نجده يتمتع ببعض من الأجر على عمله وطاعته؟

بلى، إنه يحيا تحت ظلال ألطاف إلهية، منها رضا القلب واطمئنانه، واستقرار النفس وراحتها، ونعيم الروح وسكينتها.

مع بركة في الرزق وغنيمة للوقت، وقرة عين في زوج أو أهل وولد.

وذلك التوفيق المصاحب له حيثما حلَّ أو ارتحل ــ حتى في حالات المحن وعواصف الابتلاءات ــ تجده الصابر الثابت والأواه المنيب، وعجبًا لأمر المؤمن، سراؤه خير وكذلك الضراء. 

ومن هنا نفهم عبارة أحد السلف وهو يصف حالته الروحية العالية:

” إنه لتمر بالقلب أوقات أقول لو كان نعيم أهل الجنة مثلها لكان عيشهم طيبًا ” . 

ثم انظر إلى العصاة وأحوالهم؛ حيث شقاء النفس، وتعاسة الروح، وصراخ الفطرة، وضياع الطاقات، وعذابات الضمير، وضيق الصدور، وانعدام الشعور، مع ذهول عن جمال الكون وخالقه، أضف إلى ذلك اضطراب الموازين وتخبط التصورات. 

دع القلق 

أليس هذا كله وأكثر إحدى اللفحات النارية التى انتقلت من أمها الهاوية لتحويل قلوب المنحرفين إلى حرائق ذات لظى؟ 

إن لعالم الغيب آثارًا على عالم الشهادة، وإن دنيانا لترتشف من الآخرة بعضًا من قطراتها، فتعود بما على كل منا وفق سعة إنائه وطيب معدنه.

وفي هذا المعنى يقول أحد الحكماء ” جل ربنا أن يعامله العبد نقدًا فيعامله نسيئة “.

إن كرم الله تعالى فوق أن يقتصر على الآخرة فحسب، بل كرمه يقضي بأن ينال الصالحون منه في دنياهم نصيبًا، وأن جلاله يقضي بأن ينال المجرمون والظالمون من صفعات الانتقام في دنياهم حظهم كذلك. 

أيها القارئ الكريم اعمل وانتبه، فالأجر آجل و عاجل.

بقلم أحمد عبد الباري

 

اقرأ أيضا

مدرسة الحاج علي

دع القلق وانطلق.. وقل..

فضائيات صاعدة

مسابقة إذاعة القرآن الكريم الماء فى القرآن والسنة 2021

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال