محمد نبينا هذا نبيك يا ولدي سلسلة مقالات للتعريف النبي صلى الله عليه وسلم

محمد نبينا هذا نبيك

محمد نبينا هذا نبيك لماذا النبي صلى الله عليه وسلم

ننشر لكم سلسلة مقالات محمد نبينا تحت عنوان هذا نبيك يا ولدي..

بقلم: الأستاذ أحمد عبد الباري حفظه الله

لماذا النبي صلى الله عليه وسلم ؟

ولدي الحبيب /

بداية أقر يا بني وأعترف لله تعالى بنعمته الكبرى، إذ منحني إياك ؛ فأنت وإخوتك هبة من الله تعالى لي، وكم اشتقت كثيرًا إليك قبل مجيئك إلى هذه الدنيا. ولطالما تخيلتك ورسمت لك صورة في خيالي، فكنت في غيبي قبل أن تكون في حضورك، ثم جئت على قدر يا بني ، فالحمد لله ثم الحمد لله. وقد قرأت في كتاب ربي تعالى، وعلمني كذلك نبيه صلى الله عليه وسلم ، حقوقك عليَّ ، فعملت ـ ولا أزال قدر جهدي ـ على أن ألتزم بها حتى تكون أنت وإخوتك قرة عين لي ولأمك، فهذا هو دعاؤنا الدائم ونشيدنا الشجيِّ.

وقد رأيت أن من أوجب الواجبات علىَّ تجاهك، أن أحدثك عن رجل إذا عرفته بحق، وخالطت سيرته بصدق، أحببته حبًّا تعجز العبارات عن وصفه، وكلَّ البيان عن تصويره. لقد بلغ حب من عرفوه درجة أنهم كانوا يستعذبون التضحية دفاعًا عنه، بل إن امرأة من أتباعه بلغها خبر وفاة أبيها وزوجها وولدها وأخيها، فذهلت إلا عن سؤالها عنه ، فلما علمت أنه لم يصب بأذى رددت :” كل مصيبة دونك جلل” .

لعلك يا بني عرفته الآن،، 

نعم إنه محمد صلى الله عليه وسلم، أقول مرة أخرى إن من واجبي يا بني، وواجب كل من يقدر على الكلام أو الكتابة، أن يتحدث عن هذه الشخصية ويشرف بالتعريف بها، بل إنني لا أكون مبالغًا إذا قلت: لو أن كل الرجال والنساء أمضوا حياتهم كلها في الحديث فقط عن سيرته وأخلاقه وشمائله ومآثره وأعماله، لما قدروا أن يوفوه حقه، ولما استطاعوا أن يظفروا بلآلئ بحره الغامر، ولا بشعاعات شمسه الساطعة، ولا حتى بنجوم سمائه الزاهرة.

يا بني : لقد أجمع العقلاء والمصلحون والقادة والمفكرون، على أن العز خير من الذل، والكرامة فوق المهانة، والعلم يعلو على الجهل، والصدق يغلب الكذب، والحقيقة دومًا فوق السراب، لقد أجمع هؤلاء كذلك على أن السعادة تنبع من داخل الإنسان ، كما أنها تسكن أعماق الضمير قبل أن تُرى في أي مظهر آخر، وأن الكلمة الطيبة تبني حتى يبلغ بناؤها عنان السماء، وأن الخبيثة تسفل حتى تحل قومها دار البوار ولا يكون لها قرار . أجمعوا كذلك على أن الرحمة نعمة، والقسوة نقمة، والشجاعة من شيم الرجال، والكرم تاجهم وزينتهم، إلى آخر هذه الفضائل التي سكنت الصدور قبل السطور .

ولدي الحبيب / 

إن هذه الفضائل جميعها وغيرها مجموعة في شخص محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، إنه بحق مجمع الفضائل ومحور ارتكازها ومدارها الذي لا تبلغه مدارات الأفلاك، فلا عجب أن يجعله ربه النموذج الأعلى والقدوة الحسنة لكل راغب في الكمال ومتعشق للجمال .

لقد وصل نفوذ وشمائل هذا النبي العظيم إلى الدرجة التي صار يتأثر بها بشر كانوا أعدى أعداء طريقه، وإذ بهم يتحولون إلى أعمدة لدينه وحماة لمنهاجه. وقد يبدو هذا عاديًا بالنسبة لمعاصريه حيث رأوه وخالطوه، لكن الأعجب من هذا هي تلك الأمواج البشرية والأفواج الإنسانية، والتي ما فتأت تنضم إلى قافلته بعد مرور قرون عديدة على رحيله الجسدي عن هذه الحياة، إلا أن روحه الكامنة في سيرته لازال الله يحيي بها أرواح العباد.

فهل رأيت يابني شخصية لها نفس التأثير أو حتى عشر معشاره، لقد تخصص أناس قد ملأ الشر نفوسهم، وسكن الحقد أقطارها في الصد عن سبيل هذا الرجل وسيرته وهديه، بل دينه كله صلوات ربي وسلامه عليه، وهل سبيله إلا الصراط المستقيم؟

لقد رصد هؤلاء الأعداء لهذا الصد كل ما يملكون، وياليتهم رصدوا هذه الأموال ليخففوا بها عن كاهل البشرية التي نكبت بهم، رصدوا الذهب والفضة وأعدوا أسلحتهم، ولازالوا يحتشدون ويحشدون على كل المستويات، إنهم يرصدون لغاياتهم الخبيثة كل ما في خزائنهم من أموال، ويطلقون كل ما في كنانتهم من سهام كي يشوهوا دين هذا الرجل، وليحجبوا نور سيرته عن الأجيال، ولكنهم في كل مرة يفشلون، وكلما عادوا فشلوا وسقطوا وازدادت قلوبهم حسرة وأعينهم عمى، فلاهم يرعوون ولا هم ينتهون.

اقرأ سلسلة مقالات هذا نبيك يا ولدي:
لماذا النبي صلى الله عليه وسلم
لحن السماء
قطوف من روضة الحب
قطوف من روضة الخلق
وماذا بعد

مسابقة القرآن الكريم الماء فى القرآن والسنة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال