قصة اطفال قصيره مكتوبه.. قصة الأنف الكبير

قصة اطفال قصيره مكتوبه

قصة اطفال قصيره مكتوبه قصة الانف الكبير

قصة اطفال قصيره مكتوبه بعنوان الانف الكبير بقلم: محمد عبد الظاهر المطارقي

التففنا حول الراديو، وحبسنا أنفاسنا داخل صدورنا، وترقَبنا البرنامج، وخيَم الصمت وراح صوت المذياع يخترق أسماعنا….

نشرة الأخبار، ثم ابتهالات دينية وبعدها مباشرة كان البرنامج… قال المذيع بصوت كالماء الرقراق الصافى:

“أعزائى المستمعين، هذا لقاء مع عالم عربى كبير له أبحاث كثيرة واسمه معروف فى كل بلاد العالم، إنه العالم الكبير الدكتور: راشد أبو العز، المولود فى قرية …

لم نصدّق، نظْرنا إلى بعضنا، تبادلنا الدهشة، الدهشة عقدت ألسنتنا، أحقاً يتحدث عن راشد أبو العز؟ سبحان الله…. 

كان أبو العز ابن قريتنا يتحدّث بطلاقة، مُجيباً عن أسئلة المذيع، تحدّث عن الأرض .. فقال :

“هى الكوكب الثالث، ضمن تسعة كواكب أخرى، تدور حول نجم ذهبى، متوسط الحجم نسمّيه الشمس، وتكون مجموعة محلية من الأجسام السماوية، تُعرف بالمجموعة الشمسية، التى تضم إلى جانب هذه الكواكب أقماراً كثيرة، وأعداداً لا حَصْرَ لها من بقايا كواكب متفجّرة تسمى بالنيازك، وعدداً غير معروف من الشهب…. 

وتحدث أبو العز كثيراً، تحدَث عن الأرض والمجموعة الشمسية، وعـن عمرها و…. و…. 

طويل الانف

كنا صغاراً وكان أبو العز هذا طويل الأنف، ضئيل الحجم، وكنّا نسخر من ضآلة حجمه، ونضحك على طول أنفه …. 

وكان يجرى بعيداً، وكنا نضحك على ساقيه النحيلتين .. 

وأبو العز كان يبتعد عنّا، وكان يحمل كتباً ومجلات لا نعرف ماذا تحوى..

كان يقرأ كثيراً ..

يجلس على حافة النهر، ويتربّع تحت شجرة التوت الكبيرة، يقرأ ويقرأ ….

وكنا نلعب الكرة فى الحى، ونشير نحوه قائلين:

” انظروا إلى هذا الأنف الذى يجلس تحت الشجرة ” وكنا نضحك …. 

قال لنا :

” سوف أقرأ …. وأقرأ ، وسيكون لى شأن عظيم ” …. 

وكنا نهز رؤوسنا باستهزاء شديد ، ونعود إلى اللعب ، ويقول أحدنا متهكماً :

” وماذا ستفعل ، هل ستصعد إلى القمر؟ ” …. 

وكان يبتسم كرجل ويقول :

“غداً سترون، حين تفتحون المذياع، وتسمعون صوتى وأنا أتحدث عن أبحاثى، وكتبى التى سوف أكتبها، وحين ترون صورتى على شاشة التليفزيون، وعلى أغلفة المجلات ، ستقولون لأنفسكم ” أبو العز كان مُحقاً فى ما قال: ” …. 

وأصبحنا نراك يا أبو العز على شاشة التليفزيون …. تتحدث، ووجهك جادّ، وعيناك تنظران إلى بعيد.

لكنّك لم تنسَ قريتك، فكتبت عنها أبحاثاً، وأقمت فيها مدرسة باسمك، ليتعلّم فيها الفقير والغنى، وحين قابلناك شعرنا أن هناك بحراً من الخجل، والذنب يفصلنا عنك.

لكنّك برغم كل ما فعلناه معك رَدَمْتَ هذا البحر، ومَدَدْتَ لنا يدك، وضحكنا من قلوبنا سعداء بك، وبِأنفِكَ الكبير، الذى ارتفع شامخاً فوق كل بلاد العالم ..

اقرأ أيضا هذه القصص

الخس وصديقى الفلاح

الانف الكبير

القبض على الخروف

مسبحة جدي

بائعة الكعك

الناموس لم يعد يغنى

الجندي امين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال