قصة أحمد وسلوكه مع الآخرين
اليوم نقدم لكم قصة أحمد وسلوكه مع الآخرين..
جاء الإسلام ليؤدبنا بآدابه الجميلة وذوقه الرفيع، تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (أدبني ربي فأحسن تأديبي…).
وها نحن نتأدب بآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعاملنا مع الناس في الشارع وفي المسجد وفي السوق وفي تعاملنا مع الأهل في البيت، وفي تعاملنا مع الحيوان .
وفي هذه القصة سنتعرف على سلوك المسلم الصغير مع الآخرين، من خلال الآداب التي يجب مراعاتها في تعامله مع الآخرين.
بينما جلس أحمد مع والده جاء ضيف يزور والده، فسارع والده باستقباله وإكرامه، ودخل أحمد يقدم له عصيرا.
وبعد أن انصرف الضيف قال والد أحمد: لقد رأيتك يا أحمد تحمل العصير وأنت سعيد مسرور، فما السبب في ذلك؟
– أحمد: لأن هذا الضيف قد جاء إلينا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله اليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ) ( متفق عليه )،
فعلمت أن إكرام الضيف من الإيمان، ولهذا كنت سعيدا يا أبي بهذا الضيف.
قصة أحمد وسلوكه
– والد أحمد: بارك الله فيك يا بني، واعلم أيضا أن تبسمك في وجه الضيف وغيره من الناس دليل على الكرم ولك به أجر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) (مسلم).
وأنا أحب أن أراك دائما مبتسما بجود وكرم، ولا تنس يا أحمد أنه يجب على المسلم أن يتفق في حوائج المسلمين، ولو علم أن أخاه المسلم في حاجة إلى مال أو طعام أو غذاء أو دواء فعليه أن يسارع إلى معاونته، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( المسلم أخو المسلم ) (مسلم).
وأيضا لا تنس يا أحمد بداية الحديث الذي ذكرته، والذي ينهى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن إيذاء الجيران.
– أحمد: نعم يا أبي، ولقد استمعت في أحد الدروس في المسجد أن المسلم يجب عليه أن يحسن إلى جيرانه ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مازل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) ( متفق عليه).
– والد أحمد: وهل تحفظ الحديث الذي يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم حقوق الجيران؟.
– أحمد: نعم يا أبي، فقد أخذناه في المدرسة، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن حق الجار: ( إذا استعان بك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه ( ساعدته) وإذا مرض عدته ( زرته) وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه بقتار قدرك ( رائحة الطعام) إلا أن تغرف منها، وإن اشتريت فاكهة فأهد له منها، فإن لم تفعلها فأدخلها سرا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده) ( الطبراني).
قصة أحمد وسلوكه
– والد أحمد: بما إنك ذكرت حقوق الجيران فإن عماك حسين جارنا مريض فيها بنا لنزوره.
ودخل أحمد ووالده على جارهما حسين، وأخذا معهما هدية له، وأثناء الزيارة، دعا أحمد وزالده لجارهما بهذا الدعاء ( بسم الله، اللهم رب الناس أذهب البأس أشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك).
ثم انصرف أحمد ووالده بعد زيارة قصيرة لجارهما حتى يتركاه يستريح.
– والد أحمد: أتذكرنا يا أحمد الجزء الثالث من الحديث الذي ذكرته عمن يؤمن بالله واليوم الآخر؟
– أحمد: نعم يا أبي ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). وهو حديث عظيم يرشدنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض الأخلاق العظيمة، وفي هذا الجزء دعوة إلى حفظ اللسان من اكلام القبيح والكذب والغيبة والنميمة .
– والد أحمد: أحسنت يا ولدي، فالإنسان مسئول عما يخرج من لسانه، والله تبارك وتعالى يقول: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ( ق: 18).
– أحمد: ولكن يا أبي ما معنى الغيبة والنميمة؟
– والد أحمد: الغيبة يا أحمد من أخطر الأمراض، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الغيبة، وشبه الذي يغتاب أخاه ويذكره بما يكره ويتحدث عن عيوبه في غيابه بمن يأكل لحم أخيه الميت، قال تعالى: ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) (الحجرات: 12).
والغيبة تؤدي إلى تقطيع الروابط بين الناس وتزرع الحق والكره بينهم.
قصة أحمد وسلوكه
أما النميمة فهي السعي بين الناس لإيقاع العداوة والبغضاء بينهم وتلك من الأخلاق السيئة التي تضر المسلم وتفسد علاقته بإخوانه.
– أحمد: وهل الكذب أيضا من أمراض اللسان يا والدي؟
– والد أحمد: بالطبع يا أحمد، فأنت تحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان ) (متفق عليه).
وإذا اتصف الإنسان بالكذب غضب منه الله ورسوله، ولم يصدقه أحد من المؤمنين، فخسر دنياه وآخرته.
– أحمد: نعم يا أبي أعرف قصة الولد الذي كان كثير الكذب على زملائه، وكان معهم في رحلة على شاطيء البحر، فكان يسبح بجوار الشاطيء، ويتظاهر أنه سيغرق، وينادي على أصحابه: أنقذوني، أنقذوني، إني أغرق.
فيجري زملاؤه إليه لينقذوه، فإذا به يضحك لأنه خدعهم.
وتكرر هذا منه أكثر من مرة، وفي إحدى المرات ارتفع الموج، وكاد الولد أن يغرق، فأخذ ينادي ويستنجد بأصحابه، لكنهم ظنوا أنه يكذب كعادته، فلم يلتفتوا إليه حتى جرى أحد الناس نحوه وأنقذه.
ثم قال الولد لزملائه: لقد عاقبني الله على كذبي عليكم، ولن أكذب بعد اليوم، ولم يعد بعدها إلى الكذب مرة أخرى.
– والد أحمد: فالمسلم صادق لا يكذب في حديثه مع الآخرين.
قصة أحمد وسلوكه
بينما أحمد ووالده في الطريق إلى البيت قابلهما رجل فقير،فأخرج أحمد من جيبه بعض النقود وأعطاها له.
ابتسم والد أحمد وقال له: بارك الله فيك يا بني، فهكذا يجب على المسلم أن يحسن إلى الفقراء ويتصدق عليهم، ولابد للمسلم أن يتصدق بنية خالصة لله بعيدا عن النفاق والرياء، ولا يمن بإحسانه على الفقراء، فالله تعالى يقول: ( قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم ) (البقرة:263).
كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى اليتامى، وبشر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة فقال: ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، واشار بأصبعيه السبابة والوسطى، وفرج بينهما ) (متفق عليه)، وقال عليه الصلاة والسلام: ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) (متفق عليه).
وإذا كنا يا أحمد نحسن إلى الناس، فإن الأقارب والأهل أولى بالإحسان، يجب على المسلم أن يعامل إخوانه وأهل بيته وأقاربه برحمة ورفق وأن يزورهم ويحسن إليهم، ويتصدق على فقيرهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) (البخاري).
والمسلم رحيم في كل أموره ومع كل عامة الناس، ويعاون إخوانه فيما عجزوا عنه، فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنبه الخطر، ويرحم الخادم ويعامله معاملة كريمة، قال صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ( مسلم).
قصة أحمد وسلوكه
وقبل أن يدخل أحمد ووالده إلى البيت إذا بهما يسمعان صريخان وأصوات استغاثة، فتوجها إلى الصوت، وكان يأتي من شارع خلف بيتهما، فوجدا حريقا في بيت أحد الجيران، فأسرعا واتصلا بالمطافيء، وتجمع الناس، وتعاونا في إطفاء الحريق.
ثم دخل أحمد وواده المنزل وجلسا مع باقي أفراد الأسرة، فقال أحمد: لقد كان الحريق في منزل جارنا، واستطاع النس أن يطفئوه قبل أن تصل سيارات الإطفاء.
– والد أحمد: الحمد لله يا أحمد، فهكذا يجب أن يتعاون الناس في وقت الشدة والأزمات وأن يكونوا يدا واحدة.
– أحمد: لقد تحدثنا اليوم يا أبي عن كثير من السلوكيات مع الناس، فماذا أيضا مما يجب علينا في التعالم معهم؟
– والد أحمد: يجب أن نعامل الناس بالمعروف، ونتواضع معهم، ولا نتكبر عليهم، ونعرف حقوقهم فنعطيها لهم، ولا نظلمهم أو نعتدي عليهم في أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، كما يجب أن نشكر من يصنع إلينا معروفا.
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نكون رفقاء مع الناس، وخاصة من هم تحت أيدينا، وإذا كان بعضهم يخدمنا فينبغي أن نحسن إليه، وأن نطعمه مما نأكل، ونلبسه مما نلبس، ولا نكلفه فوق طاقته، وتحكي السيدة عائشة – رضي الله عنها- عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول: ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولاخادما إلا أن يجاهد في سبيل الله) (مسلم).
قصة أحمد وسلوكه
– أحمد: لقد رأت يا أبي قصة عن أحد الصالحين كان له خادم، فطلب منه أن يحضر له الماء الساخن ليتوضأ، فأحضر الخادم الماء وكان ساخنا جدا فوقع من يده على هذا الرجل الصالح، فغضب وقال له أحرقتني! وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم: يا سيدي، ارجع إلى ما قال الله تعالى.
فقال الرجل الصالح: وماذا قال الله تعالى؟ قال الخادم: لقد قال تعالى:( والكاظمين الغيظ)، فقال الرجل: كظمت غيظي، قال الخادم: ( والعافين عن الناس)، قال الرجل: عفوت عنك، قال الخادم: ( والله يحب المحسنين)، فقال الرجل: اذهب فأنت حر لله.
– والد أحمد: أحسنت يا أحمد، فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، وقد جاء إليه رجل فقال له: أوصني، فقال صلى الله عليه وسلم: ( لا تغضب) ( البخاري ).
كما، المسلم لا يعير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) ( الترمذي) .
أي لا تعيره وتشمت به حتى لا يصيبك مثل ما أصابه.
والمسلم لا يسب الناس ولا يشتمهم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ( متفق عليه ).
كما يجب على المسلم أن يستحي من الناس وأن يستر عوراتهم وأن يغض بصره عن الحرام وعن كل منظر مؤذ، وأن تلتزم الفتاهة المسلمة في ملابسها بالحجاب، فلا تظهر من جسدها ما حرم الله، وتجعل الحياء عنوانا لها وسلوكا يدل على طهرها وعفتها .
كما أن المسلم يا ولدي يحتفظ بأسرار إخوانه ولا يفشيه لأنه أمانة، وإذا كان الرجل أمينا يحفظ الأسرار فإنه يكتسب ثقة الناس وصداقتهم.
قصة أحمد وسلوكه
كما إنه يكون أمينا معهم في البيع والشراء والكيل والميزان، فلا يغش أحدا ولا يخونه ولا يغدر به، وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يبيع طعاما، فأدخل يده في كومة فوجده مبلولا، فقال ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال الرجل: أصابته السماء ( المطر) يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس، من غش فليس منا) (مسلم).
كما يجب يا أحمد أن نفي بعهودنا مع الناس، فالوفاء بالعهد من الإيمان والمسلم يلتزم بما عليه من عهود ووعود طالما أن فيها طاعة لله رب العالمين، ولا يخلفها لأن إخلاف الوعد صفة المنافقين.
– أحمد: ما أجمل هذه الآداب وما أحسنها.
– والد أحمد: نعم يا ولدي إنها تنظم علاقة المسلم مع إخوانه، ولو اتبعها المسلمون لتوثقت المحبة بين أفرادهم واصبحوا جسدا واحدا في مجتمعهم.
– أحمد: الحمد لله على نعمة الإسلام، هذا الدين الذي يعلمنا الآداب والسلوك.
اكبر مكتبة قصص بصيغة PDF
نقدم لكم اليوم 100 قصة مصورة و PDF
قصص قبل النوم
مناهج تعليمية
انقر على الرابط وقم بتحميل الملفات