قصة قصيرة جميله مكتوبه بائعة الكعك
قصة قصيرة جميله مكتوبه بعنوان بائعة الكعك بقلم: محمد عبد الظاهر المطارقي.
فى الصّباح الباكر ، من كلَ يومٍ ، كانتْ تأتى بائعةُ الكعْك الصغيرة .
ذات السبَع سنوات وهناك ، عِندَ سور المدرسة ، تقفُ بانتظارِ البنات
كان الجوّ شديدَ البرُودة ، يُنذِرُ بسقوط أمطار بينما البنتُ المسكينةُ تتكوَمُ أمام سور المدرسة بانتظار التلميذات ، والهواءُ الباردُ يحومُ حوْلَها ، ثم يهجمُ عليها ، فيتطايرُ شعرُها الذهبى فى الهواء ، ويتخلل ملابسها الرقيقة ، فتشعر بالبرودة ، تلسع جسمها الصغير ، تحك يديها الصغيرتين ، تحلُمُ بالدفء ، والبناتُ يشترْينَ الكعك
سحبت البنتُ جسدها الصغير ، وحملت الكعك ، واتجهت نحو باب المدرسة ، حيث بقعةٌ الشمس الدافئةُ ، قد أخذت بالانكماش
وجاءت التلميذات ، يركضْنَ داخل المدرسة ، هرباً من قسوةِ الجو ، وطلباً للدفء داخلَ الفُصول
كانَتْ البنتٌ الصغيرةُ تتطلع إليهن ، وإلى ملابسهن كانتْ تحلم بالمدرسة ، والحقيبةِ الجلدية ، فيها الكتب والأقلامُ
لم تشعر إلا وهى تدخل المدرسة هرباً من شدة البرد ، ومن الأمطار المتساقطة كانت الصغيرة بائعة الكعك ، تدخل المدرسة لأول مرة فى حياتها ، رغم أنها تأتى كل يوم ، لتبيع الكعك ، خلف السور
مشت البنت بائعة الكعك ، وهى مشدوهة ، بما ترى ، جذلة كأنها فى عالم غريب ، عالم جميل فهى الفقيرة التى لم تتعلم
الحصة الأولى
ودق الناقوسُ ، معلناً ابتداء الحصة الأولى وأدركت الصغيرة أنها أخطأت بدخولها المدرسة وعلى الفور جرت مسرعة وخرجت ومن خلف السور ، ومن وراء إحدى النوافذ القريبة ، كانت البنت الصغيرة ، تتطلع إلى التلميذات ، وإلى المعلمة ، وهى تكتب على السبورة لم تعبأ بالصقيع ، ولا بشعرها الناعم ، الذى يطير فى الهواء
راحت تردد مع المعلمة الكلمات الجميلة لقد كانت سعيدة وحزينة أيضاً سعيدة لرؤية المعلمة ، وهى تكتب على السبورة ، وحزينة أنها لم تستطع الجلوس بين التلميذات ، تقرأ وتكتب
ودق الناقوس معلناً انتهاء الحصة الأولى ، ثم ابتداء الحصة الثانية ، والبنت الصغيرة لا تزال تقف خلف السور ، تنظر من خلال النافذة ، فترى وتسمع ما تقوله المعلمة ، وتردد مع التلميذات الأناشيد
انتهى الدرس ، هرعت التلميذات من داخل فصولهن ، وهن يحملن حقائبهن ، والبنت الصغيرة قد باعت كل الكعكات ، لكنها لم تكن تفكر فى ذلك 0 لقد خطرت لها فكرة ساحرة ، قررت تنفيذها
فى صباح اليوم التالى ، جاءت البنت الصغيرة ، ومعها الكعكات الطازجة ، ومعها دفتر وقلم أمسكت البنت القلم
فاليوم لن تردد ما يقوله التلاميذ فقط ، بل ستحاول أن تكتب أيضاً