الأمم المتحدة واليوم العالمى للطفل

اليوم العالمي للطفل
أحيت الأمم المتحدة يوم الأربعاء الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل تزامنا مع اليوم العالمي للطفل الذي يصادف العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، بعقد فعاليات عديدة في مقرها في نيويورك اشتملت على عروض موسيقية وغنائية قدمها عدد من النجوم الشباب. 
وفي رسالته بالمناسبة قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه ولأول مرة في التاريخ، نصت اتفاقية حقوق الطفل صراحة على التزام عالمي مُلزم بكفالة الحقوق الأصيلة لكل فتاة وفتى، مشيرا إلى اعتراف جميع البلدان بأن الأطفال معرضون للأخطار أكثر من غيرهم، وتعهدت بتوفير ما يلزمهم من الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والحماية، لافتا إلى أنه ومنذ ذلك الحين، تم إحراز تقدم كبير. وأضاف: ” انخفضت وفيات الأطفال بما يزيد على النصف، وتراجعت حالات التقزم على الصعيد العالمي. ومع ذلك، هناك ملايين الأطفال الذين ما زالوا يعانون من الحروب والفقر والتمييز والمرض. وفي جميع أنحاء العالم، تتجلى لنا قوة الأطفال وروحهم القيادية فيما يقومون به من أنشطة الدعوة من أجل عالم أكثر استدامة للجميع.” 
ومع الاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لهذه الاتفاقية التاريخية، حث الأمين العام جميع البلدان على الوفاء بوعدها لهم، داعيا إلى الانطلاق من المنجزات التي تحققت حتى الآن وتجديد الالتزام بإعطاء الأولوية للأطفال، قائلا: “لنكفل لكل طفل كل حق.” 
ومن ضمن الفعاليات التي عقدت لتخليد الذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، اجتماع رفيع المستوى عقد بقاعة الجمعية العام للأمم المتحدة، تحدث فيه عدد من المسؤولين الأمميين والشخصيات الرفيعة من بينهم السيد تيجاني محمد باندي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، بالإضافة إلى العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بحقوق الأطفال. 
قالت نائبة الأمين العام أمينة محمد إنه وبعد مرور ثلاثين عاما على اتفاقية حقوق الطفل، التحق المزيد من الأطفال بالمدرسة، فيما انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بأكثر من النصف بين عامي 1990 و2016 ويحصل الكثيرون على الغذاء والماء والصرف الصحي الذي يحتاجونه. 
ولكن برغم ذلك تقول أمينة محمد إن عملنا لا يزال بعيد المنال، مشيرة إلى عدم الالتزام بالوعود لجميع أطفال العالم، حيث إن الكثيرين معرضون لخطر التخلف عن الركب، وهم الأطفال الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب النزاع أو المخاطر الطبيعية مثل الفيضانات أو الجفاف، والذين يعيشون في مستوطنات مؤقتة تتسبب في أضرار دائمة. 
وبالإضافة إلى ذلك تقول السيدة أمينة محمد إن هؤلاء الأطفال قد يتم تجنيدهم كجنود وقد يتم تصنيفهم على أنهم إرهابيون وقد يتعرضون للإيذاء الجنسي أو السجن أو يجبرون على العمل كعبيد، مشيرة إلى أن هناك ما يقدر بنحو 10 ملايين طفل في العبودية والاتجار وعبودية الديون وغيرها من أشكال السخرة في جميع أنحاء العالم. 
وقالت هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف إن الإنجازات التي حققها العالم منذ التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل لا يمكن إنكارها. فقد زاد عدد الأطفال في المدارس مقارنة بأي وقت مضى والكثيرون يحصلون على التطعيم والرعاية الصحية التي يحتاجونها فيما تراجعت معدلات زواج الأطفال والتغوط في العراء. 
ودعت هنريتا فور إلى إنجاز العمل الذي بدأ في عام 1989. وأضافت: “الملايين يعيشون في ظل فظائع الحروب ويرون مدارسهم ومستشفياتهم وديارهم تدمر، ويرون ذويهم وأصدقاءهم يتعرضون للأذى ويقومون برحلات خطيرة سعيا إلى الأمان في بلاد مجاورة.” 
وأضافت فور أن حقوق الطفل في مفترق طرق، داعية إلى أن تتوافق المكاسب التي تحققت في السنوات الثلاثين الماضية مع التزام جديد لدعم الأطفال في هذا العالم بالغ التعقيد على حد تعبيرها. 
ودعت مديرة اليونيسف إلى جعل هذه الحقوق واقعية في البرامج والسياسات والخدمات في كل مجتمع وفي كل بلد وفي جميع أنحاء العالم. 
وقال تيجاني محمد باندي، رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة إن ملايين الأطفال لا يزالون يواجهون اليوم عقبات في إعمال حقوقهم في الخدمات الاجتماعية الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية الكافية والتعليم والحماية من العنف. 
ودعا إلى العمل على القضاء على الجوع وتحقيق التغذية للجميع من خلال إنهاء السمنة والتقزم في مرحلة الطفولة والذي قال إنه يؤثر على واحد من بين كل خمسة أطفال في جميع أنحاء العالم. وأضاف: “نحن نواجه أزمة في التعلم ونحتاج إلى تحسين المساواة في الحصول على تعليم جيد للأطفال في كل مكان. هذه فضيحة. يمكننا ضمان الوصول إلى التعليم. كل ما يتطلبه الأمر هو الإرادة السياسية. يجب علينا الاستثمار في التعليم وإزالة جميع الحواجز التي تعيق الوصول إلى التعليم، وضمان حصول الجميع على التعليم الأساسي لكل طفل، في كل مكان.” 
وأضاف السيد باندي أن الوصول إلى التعليم والجودة هما تحديان رئيسيان، مشيرا إلى أن أكثر من نصف الطلاب المسجلين في المدرسة لا يستوفون الحد الأدنى من معايير الكفاءة في القراءة والرياضيات، مضيفا أن الوضع أشد وطأة في البلدان الفقيرة والبلدان التي تعاني من الصراع. 
وفي عالم سريع النمو، دعا السيد باندي إلى ضمان دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المناهج الدراسية حتى يتعلم الشباب ليس القراءة والكتابة فحسب، ولكن القراءة والكتابة الرقمية، مشيرا إلى أن هذه المهارات ضرورية للنجاح في المستقبل والمشاركة الكاملة في المجتمع. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال