قصة الجميلة والوحش
اليوم مع قصة جديدة وهي قصة الجميلة والوحش..
يحكى أنه عاش في قديم الزمان تاجر غنى وله ست بنات جميلات، وكانت الصغرى أجملهن وطيبة القلب على عكس أخواتها، فهن متكبرات ويحببن أنفسهن كثيرا ولذلك أطلق على أصغرهن اسم جميلة.
كانت جميلة دائما تغنى وتقوم بأعمال المنزل بينما أخواتها كسولات ينمن طوال الوقت.
وذات يوم علم التاجر والدهن بأن احدى سفنه التى انتظرها طويلا قد وصلت إلى المرفأ وهى محملة بأغلى أصناف البضائع النفيسة فجهز التاجر نفسه للسفر إلى ساحل البحر وركب جواده وبينما كان يودع بناته طلبت كل واحدة منهن أن يحضر لها الثياب الفاخرة والجواهر أما جميلة التى كانت لا تحب أن تتعب والدها فطلبت منه أن يحضر لها وردة فقط.
سافر التاجر قاطعا المسافات البعيدة إلى أن وصل إلى ساحل البحر، ولما وصل إلى المرفأ أخبره البحارة أن سفينته قد أغرقها القراصنة بعد أن سرقوا ما فيها فغمر الحزن قلبه ورجع عائدا بدون أن يحضر الهدايا لبناته، وفى طريق العودة هبت عاصفة قوية فضل التاجر طريقه وصار يمشى ويمشى إلى أن أضناه البرد والجوع وفجأة رأى من بعيد قصرا كبيرا فراح يركض إليه.
ولما دخل القصر لم يجد فيه أحدا ورأى موقدا تشتعل فيه النار ومائدة كبيرة عليها جميع أصناف الأطعمة والحلويات فآخذ يأكل منها حتى شبع ثم شعر بالنعاس من شدة تعبه فوجد غرفة بداخلها سرير فخلع ثيابه واستلقى على السرير واستغرق في النوم، وعندما استيقظ ارتدى ثيابه وخرج يتمشى في حديقة القصر بين الزهور فتذكر رغبة ابنته جميلة بأن يحضر لها وردة.
فراح يتفرج على الورود إلى أن رأى وردة حمراء كبيرة وجميلة فحاول أن يقطفها لكنه سمع صوتا عاليا فالتفت إلى ناحية الصوت فرأى غولا بشعا يحدق فيه بغضب، فنهض الرجل وركب جواده وحاول الهرب لكنه الغول أوقفه وقال له: لا تكن ناكرا للجميل فتوقف التاجر واعتذر منه وقال له سامحنى سوف أعوضك بأى شيء تطلبه فأجابه الغول.
أرسل لى إحدى بناتك لتشرف على تدبير منزلى وسأعطيك الهدايا لك ولبناتك، وإلا فإننى سأقتلك في الحال، خاف التاجر كثيرا من الغول لذا قبل شرطخ وعاد إلى بيته فزعا وحكى لبناته عن فشل تجارته وعن الوعد الذى قطعه على نفسه للغول، بأن يرسل إحدى بناته لخدمته كى لا يقتله وعلى الفور صاحت جميلة أنا سأذهب إلى قصر الغول كى أنقذ حياتك يا أبي سافرت جميلة إلى قصر الغول وتركت والدها الذي كان يحبها كثيرا وقد اصابه المرض لفراقها وعندما وصلت إلى قصر الغول شعرت بالخوف منه
لكنه استقبلها بلطف وأعطاها أجمل غرفة فى قصره وثيابا جميلة وحاول أن يبتعد عنها
حتى لا تشعر بالخوف أحبها الغول كثيرا وفي أحد الأيام طلب منها أن تقبل الزواج به.
اعتذرت جميلة بلطف وقالت إنها علمت من المرأة السحرية أن أباها بحاجة إليها لأنه مريض وطلبت منه أن يسمح لها بالذهاب لرؤيته فوافق الغول على ذلك وأعطاها خاتما سحريا يرشدها للوصول إلى بيتها بسرعة وأمان ثم العودة إلى القصر، وقال لها إن لم تعودى بعد أسبوع إلى قصرى فإننى سأمرض وأموت حزنا عليك وستكونين أنت السبب في ذلك.
عادت جميلة إلى بيتها وشعر أبوها بالسعادة لرؤيتها إلى درجة أنه شفى من مرضه أما أخوتها فقد طلبن منها أن تبقى عندهن لأعمال البيت بقيت جميلة في البيت إلى أن مضى الاسبوع سريعا، وفى اليوم الثامن حلمت جميلة في نومها بأن الغول قد مات فاستيقظت من نومها مذعورة وبسرعة ودعت أباها وبمساعدة الخاتم وصلت إلى القصر بسرعة.
وصلت جميلة إلى القصر ولكنها لم تجد الغول فأخذت تفتش عنه حتى وجدته في حديقة القصر مرميا على العشب الرطب قرب شجرة الورد خشيت جميلة أن يكون قد مات بسببها فجلست على العشب إلى جانبه تبكى ووضعت يدها على رأسه
وما كادت تلمسه حتى فتح عينيه وقال لها: لا أستطيع أن أعيش بدونك يا جميلة
قالت جميلة آه أيها الغول الغزيز لا أطيق أن أراك تموت أرجوك أن تعيش وسأرضى بك زوجا لى أنا في الحقيقة أحبك جدا، لأنك كريم ايها الغول ولأن لك قلبا رقيقا جدا، وهذا أحسن عندى من الوجه الجميل.
وعندما نطقت جميلة بهذه الكلمات حدثت معجزة حيث آخذ وجه الغول يتبدل حتى تحول إلى وجه شاب جميل وأمير وسيم.