قصص للاطفال عن الاخلاق.. قصص عن خلق الشجاعة مكتوبة بالتشكيل ومصورة

 
قصص للاطفال عن الاخلاق.. قصص عن خلق الشجاعة مكتوبة بالتشكيل ومصورة

قصص للاطفال عن الاخلاق الشجاعة

قصص للاطفال عن الاخلاق هي سلسلة جديدة واليوم مع الرابع منها وهو بعنوان قصص الشجاعة.

الشَّجَاعَةُ هِيَ جرْأَةُ الْقَلْبِ وَقوَّةُ النَّفْسِ عِنْدَ موَاجَهَةِ الأمُورِ.. 
وَالشَّجَاعَةُ خلُقُ الْمُسْلِمِ، فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَشْجَعَ النَّاسِ، قَالَ عَلِيُّ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -:
كنَّا إِذَا اِشْتَدَّتِ الْبَأْسَاءُ، اِحْتَمَيْنَا بِرَسولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا يَكُونُ أحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ.
 
وَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى بِالشَّجَاعَةِ فِي الْحَرْبِ، فَقَالَ تَعَالَى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ” [الأنفال: 45]. 
 
كَمَا حَثَّنَا النَّبِيُّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَلَى الْقوَّةِ، فَقَالَ: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كلٍّ خَيْرٌ. اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنَ قلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلْ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) [مسلم].
 
فَعَلَى الْمسْلِمِ أَنْ يَجْعَلَ الشَّجَاعَةَ صِفَةً لاَزِمَةً لَهُ عَلَى الدَّوَامِ.  

قصة شَجَاعَة الزُّبَير

 
كَانَ الزُّبَيْرُ بنُ الْعَوَّامِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – مِنْ أشجَعِ الصَّحابَة وَخَاصةً فِى المعَاركِ الحربيةِ..
 
أَثْنَاءَ غَزْوَةِ الخنْدَقِ، وَصَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَارٌ بِأَنَّ بَنِي قَرِيظَة وَافَقُوا قرَيْشًا عَلَى محَارَبَةِ الْمُسْلِمِينَ.
 
فَقَالَ الرَّسُولُ لِلصَّحَابَةِ مِنْ حَوْلِهِ: “مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟”.
 
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ الْعَوَّامِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: أَنَا.
 
فَقَالَ الرَّسُولُ مَرَّةً ثَانِيَةً: “مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟”.
 
قَالَ الزُّبَيْرُ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: أَنَا.
 
فَقَالَ الرَّسُولُ مَرَّةً ثَالِثَةً: “مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟”.
 
قَالَ الزُّبَيْرُ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: أَنَا.
 
فَأعجِبَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بِشَجَاعَةِ الزُّبَيْرِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – ثمَّ قَالَ: “إِنَّ لِكلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِيِّ الزُّبَيْرَ”.

قصة شَجَاعَة حَـمزَة

 
كَانَ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ الْمطَلِب – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – عَمُّ النَّبِيِّ مِنْ شجعَانِ الصَّحابةِ..
 
مَرَّ أَبو جَهْلٍ بِالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الصَّفَا، فَشَتَمَهُ وَآذَاهُ، فَلَمْ يَرُد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي جَهْلٍ، وَتَرَكَهُ وَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ. وَكَانَتْ امرأةُ تَرَى مَا حَدَثَ.
 
وَكَانَ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ الْمطَلِب – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – فِي رِحْلَةِ صَيْدٍ خَارِجِ مَكَّةَ..
وَفِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ مَرَّ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا حَدَثَ..
فَغَضِبَ حَمْزَةُ، وَذَهَبَ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ وكَانَ معه الْقَوْسُ الَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ فِي الصَّيْدِ، وظَلَّ يَبْحَثُ عَنْ أَبِي جَهْلٍ.
فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى أَبِى جَهْلٍ، وَضَرَبَهُ بِالْقَوْسِ عَلَى رَأْسِهِ، فَجَرَحَهُ جَرْحًا كَبِيرًا، ثُمَّ قَالَ لأَبِي جَهْلٍ: أَتَشْتُمُهُ وَأَنَا عَلَى دِينِهِ، وَأَقُولُ مَا يَقولُ، فَرُدَّ عَلَيَّ ذَلِكَ إنْ اِسْتَطَعْتَ.
 
فَقَامَ رِجَالٌ مِنْ قَبِيلَةِ أَبِي جَهْلٍ لِيَنْتَقِمُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَهْلٍ: دَعوا حَمْزَة فَإِنِّي قَدْ سَبَبْتَ ابْنَ أَخِيهِ سَبًّا قَبِيحًا.

قصة شَجَاعة طِفل

 
وَمِنَ الأطفَالِ شجعانٌ وَضَربُوا لناَ أرْوعَ الأمْثلةَ فِى الشَّجاعة.. 
 
كَانَ الأطفالُ يعْرَضُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم المشَاركةَ في غَزَوَاتِهِ، فَإذَا وَجَدَ مِنْهُمْ أَحْدًا يَقْدِرُ عَلَى الْقِتَالِ أَخَذَهُ.
وَفي غَزْوَةِ أحُد، ذَهَبَ سمْرَةُ بنُ جَنْدَب – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – وَبَعْضُ زمَلائِهِ مِنَ الْغِلْمَانِ إلَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِيَأخُذَهُمْ مَعَهُ في صفُوفِ الْمُسْلِمِينَ الْمجَاهِدِينَ..
فَقَبِلَ الرَّسولُ بَعْضَ الْغِلْمَانِ، وَلَمْ يَقْبَلْ سمْرَة.
 
حَزِنَ سمْرَة – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – حزْنًا شَدِيدًا؛ لأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِالمشَاركةِ في الْقِتَالِ.
فَفَكَّرَ قَلِيلاً..
فَوَجَدَ نَفْسَهُ أَقْوَى مِنْ بَعْضِ أولَئِكَ الْغِلْمَانِ، وَعَلَى الْفَوْرِ قَالَ لِلنَّبِيِّ – وهُو يشِيرَ إِلَى غلاَم -:
لَقَدْ سَمحتَ لهَذَا وَرَدَدْتَنِي، وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتَهُ..
فَأَذِنَ لَهُ الرَّسُولُ أَنْ يصَارِعَهُ، فَصَارَعَهُ سمْرَةُ وَغَلَبَهُ..
فَوَافَقَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْتَرِكَ سمْرَةُ في الْقِتَالِ، فَشَارَكَ سمْرَةُ في غَزْوَةِ أحُد وَقَاتَلَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ رَغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ.

قصة شَجَاعَة امرأة

 
لِلنِّساءِ حظٌ مِنَ الشَّجاعةِ فِى قَولِ الحقِّ وَعدمِ الخوفِ..
 
فِي يَومٍ مِنَ الأيَّامٍِ، خَطَبَ عمَرُ بنُ الخَطَّابِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – أمَامَ النَّاسِ، وَنَصَحَهُمْ ألاَّ يغَالُوا في مهُورِ النِّسَاءِ.
وَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّ الْمغَالاَةَ في الْمهُورِ لا تَدلُّ عَلى تَفضيلِ النِّساءِ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ..
وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لم يغَالِ فِى المهْرِ، وَلَكِنَّهُ مَا أعْطَى أحَدًا مِنْ نِسَائِهِ وَلاَ أَخَذَ لِبَنَاتِهِ إلاَّ شَيْئًا قَلِيلاً.
 
فَقَامَتْ أمْرأةٌ مِنَ الصَّحابةِِ، وَقَالَتْ في شَجَاعَةٍ: يَاعمَرُ، يعْطِينَا اللهُ وَتَحْرِمُنَا!
أَلَيْسَ الله ُ- سبْحَانَهُ وَتَعَالَى – يَقُولُ: ” وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا” [النساء: 20]..
(وَالْقِنْطَارُ هُوَ: الْمَالُ الْكَثِيرُ).
 
فَأَدْرَكَ عمَرُ بنُ الخَطَّابِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – صَوَابَ قَوْلِ الْمَرْأَةِ، وَحسْنِ اِسْتِشْهَادِهَا بِالآيَةِ؛ فَرَجَعَ عَنْ رَأْيهِ، وَقَالَ: أَصَابَتْ اِمْرَأَةٌ وَأَخْطَأَ عمَرُ. 

قصة شَجَاعة فِى العِلم

 
مَن الشَّجاعَة الرُّجُوع إلى الحقِّ، وَعَدِم التَّمادِى فِى الخطأ..
 
جَاءَ رجلٌ ذَاتَ يَوْمٍ إلَى العَالمِ الْعِزِّ بنِ عَبْدِ السَّلامِ – رَحِمَهُ اللهُ – وَطَلبَ منْهُ أنْ يفتيِه الشيخُ في أَمْرٍ مَا، فَأَفْتَاهُ الْعِزُّ.
وَبَعْدَ أنْ اِنْصَرَفَ الرَّجُلُ عَرِفَ الْعِزُّ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ في فَتْوَاهُ.
 
فَلَمْ يصِرُّ الْعِزُّ عَلَى خَطَئِهِ، وَعَمِلَ مَا يَجِبُ أَنْ يَعْمَلَهُ كُلُّ عَالمٍ شُجَاعٍ في مِثْلِ هَذَا المَوْقِفِ..
فَاسْتَأْجَرَ منَادِيًا ينَادِي في الْبِلادِ أَنْ مَنْ اسْتَفْتَى الْعِزَّ في كَذَا فَلا يَأْخُذْ بِالْفَتْوَى، فَإنَّ الْعِزَّ بنِ عَبْدِ السَّلامِ قَدْ أخْطَأَ.
 
وَهَكَذَا رَجِعَ الْعِزُّ عَنْ فَتْوَاهُ، وَلَمْ يبَالِ بِمَا سَيُقَالُ عَنْهُ، لأنَّهُ أَرْضَى اللهَ، وَتَدَارَكَ عَاقِبَةَ فَتْوَاهُ.
 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال