تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة المطففين

تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة المطففين


تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة المطففين

أحبابنا القراء نقدم لكم اليوم تفسير جزء عم مكتوب للأطفال ونقدم لكم اليوم تفسير سورة المطففين.

مقدمة

حبايبى الحلوين:

لعلكم تسألون عن معنى المطففين وعن سبب تسمية هذه السورة الكريمة بهذا الاسم.

والجواب:

أن المطففين هم الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون الناس حقوقهم ويخدعونهم..

وأما عن سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم فهو أن الله عز وجل افتتحها بقوله: وويل للمطففين.

بدأت السورة الكريمة بإعلان الحرب على المطففين الذين يخادعون الناس في الكيل والميزان ولا يخافون من آخرتهم فقد نسوا ذلك اليوم الذي سيقفون فيه بين يدي الحق جل وعلا ليحاسبهم على أعمالهم:

(أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).

ثم تحدثت السورة عن الأشقياء الفجار ووضحت جزاءهم يوم القيامة عندما يساقون إلى نار جهنم مع الوعيد والزجر والتهديد:

(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ . كِتَابٌ مَرْقُومٌ . وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) .

ثم تعرضت لتلك الصفحة المشرقة للأبرار المتقين وما لهم من النعيم المقيم في جنات النعيم:

(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ . يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).

ثم ختمت هذه السورة الكريمة بمواقف المجرمين وسخريتهم من المؤمنين وكيف كان عقابهم في الآخرة:

(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . إلى قوله تعالى: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).

سبب النزول:

عن ابن عباس رضى الله عنه قال: لما قدم النبي المدينة كانوا من أخبث الناس کيلا فأنزل الله سبحانه وتعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) فأحسنوا الكيل بعد ذلك.

فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة المطففين:

(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)

أي : هلاك وعذاب ودمار..

أو هو واد في جهنم اسمه ويل..

فهذا العذاب والهلاك لهؤلاء المطففين الذين ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقوقهم بل يأخذون حقوقهم كاملة من الناس.

(الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ)

أي : أنهم إذا اشتروا من الناس بالكيل والميزان فإنهم يأخذون حقهم وافيا كاملا لأنفسهم.

(وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)

أي: وإذا أعطوا الناس بالكيل والميزان فإنهم ينقصون الكيل والوزن.. فهم يأخذون من الناس بالزيادة ويبيعون لهم بالنقصان.

وقال المفسرون: نزلت هذه الآيات في رجل اسمه «أبو جهينة» كان له صاعان يأخذ بأحدهما ويعطى بالآخر.. فكان يأخذ بالزيادة ويعطى بالنقصان.

ونحن نعلم أن الله عز وجل قد أهلك قوم شعيب بسبب كفرهم وكذلك بسبب بخسهم المكيال والميزان.

ولذلك زجر الله هؤلاء المطففين قائلا لهم:

(أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)

أي: ألا يعلم أولئك المطففون أنهم سيبعثون ليوم شديد الهول، كثير الفزع وهو يوم القيامة الذي يحاسبهم الله فيه على أعمالهم.

(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)

أي: يوم يقفون في المحشر حفاة عراة، خاشعين خاضعين لرب العالمين.

(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)

أي: إن كتاب أعمال هؤلاء الفجار الأشقياء في مكان ضيق في أسفل سافلين فلا يظهر بل يكون في ذلك الموضع كالمسجون وهذا دليل على خبث أعمالهم.

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ)

أي: هل تعلم ما هو سجين؟ والاستفهام هنا للتعظيم والتهويل.

(كِتَابٌ مَرْقُومٌ)

أي: هو كتاب واضح الكتابة مكتوب وموضح بعلامة كالرقم في الثوب لا ينسى ولا يمحى قد أثبتت فيه أعمالهم الشريرة.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)

أي: هلاك ودمار وعذاب للمكذبين.. ثم وضح حالهم فقال:

(الَّذِينَ يكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)

أي: الذين يكذبون بيوم الحساب والجزاء ولا يصدقون بوقوعه أبدا.

(وَمَا يكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)

أي: وما يكذب بيوم الحساب والجزاء إلا كل متجاوز الحد في الكفر والضلال، مبالغ في العصيان والطغيان، كثير الآثام.

(إِذَا تتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ)

أي : إذا تليت عليه آيات القرآن الناطقة بحصول البعث والجزاء، قال عنها: هذه حکایات وخرافات.

(كَلَّا)

ردع وزجر، أي: ليس القرآن أساطير الأولين.

(بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

أي: بل غطى على قلوبهم ما كسبوا من الذنوب، فطمس بصائرهم فصاروا لا يعرفون الرشد من الغي.

(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)

أي : أنهم كما حجبوا قلوبهم عن الحق وأعرضوا عنه فإن الله يحجب أبصارهم عن التلذذ برؤيته جل وعلا.

(ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ)

أي : أنهم مع حجابهم عن رؤية الله جل وعلا فإنهم أيضا سيدخلون الجحيم ويذوقون من العذاب ألوانا.

(ثمَّ يقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)

أي : ثم تقول لهم خزنة جهنم على وجه التقريع والتوبيخ: هذا العذاب الذي كنتم تكذبون به في الدنيا، ولا تصدقون أنه واقع حين أخبركم به القرآن.

فهذه ثلاثة أنواع من العذاب: عذاب الجحيم، وعذاب اللوم والتوبيخ، وعذاب الحجاب عن رب العالمين.

وبعد الحديث عن حال الفجار ذكر الله تعالی نعيم الأبرار فقال:

(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)

أي : لا يستوی الفجار والأبرار.. فكتاب الفجار في سجین وكتاب الأبرار في عليين وهو مكان عال مشرف في أعلى الجنة.

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ)

أي: وما أعلمك ما هو عليون؟

(كِتَابٌ مَرْقُومٌ)

أي: كتاب الأبرار كتاب مكتوب فيه أعمالهم، وهو في عليين في أعلى درجات الجنة.

(يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)

أي : يشهده المقربون من الملائكة.

قال المفسرون: إن روح المؤمن إذا قبضت صعد بها إلى السماء، وفتحت لها أبواب السماء، وتلقتها الملائكة بالبشر، ثم يخرجون معها حتى ينتهوا إلى العرش، فيخرج لهم رق فيكتب فيه ويختم عليه بالنجاة من الحساب والعذاب ويشهده المقربون.

(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ)

أي: إن أهل الصدق والطاعة والإخلاص في جنات النعيم يتنعمون فيها بكل ما أعده الله لهم في الجنة.

(عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ)

أي : هم على السرر المزينة بفاخر الثياب والستور، ينظرون إلى ما أعد الله لهم من أنواع الكرامة والنعيم في الجنة.

(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)

أي: إذا رأيتهم تعرف أنهم أهل نعمة؛ لما ترى في وجوههم من النور والبياض والحسن، ومن بهجة السرور ورونقه.

(يسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ)

أي: يسقون من خمر في الجنة، بيضاء طيبة صافية، لم تكدرها الأيدي.

(خِتَامُهُ مِسْكٌ)

 أي: آخر الشراب تفوح منه رائحة المسك.

(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)

أي: لأجل هذا النعيم والشراب الهنيء، فليرغب بالمبادرة إلى طاعة الله، وليتسابق المتسابقون.

(وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)

أي : أنه يمزج ذلك الرحيق من عين أخرى غالية رفيعة هي أشرف شراب أهل الجنة يقال له: تسنيم.. يشرب من تلك العين الصافية الأبرار المقربون.

(عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)

أي: أن تلك العين العالية التي تسمى تسنيم يشرب منها المقربون صرفا دون أن تخلط بأى ماء آخر..

أما الأبرار فيمزج الرحيق الذي يشربون منه بالتسنيم.. فدل ذلك على أن درجة المقربين فوق درجة الأبرار.

ولما ذكر الله تعالى حال الأبرار ونعيمهم ذکر بعد ذلك حال الفجار ومصيرهم تسلية للمؤمنين وتثبيتا لقلوبهم فقال تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)

أي: أن المجرمين الذين من طبيعتهم الإجرام وارتكاب الآثام، كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين استهزاء بهم.

نزلت هذه الآية في صنادید قریش كأبي جهل وغيره، مر بهم علي بن أبي طالب وجماعة من المؤمنين فضحكوا منهم واستخفوا بهم.

(وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)

أي: وإذا مر هؤلاء المؤمنون بالكفار، غمز بعضهم بعضا بأعينهم سخرية واستهزاء بهم..

قال المفسرون: كان المشركون إذا مر بهم أصحاب رسول الله، تغامزوا بأعينهم عليهم احتقارا لهم وازدراء يقولون: جاء کم ملوك الدنيا، يسخرون منهم لإيمانهم واستمساكهم بالدين.

(وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ)

أي: وإذا انصرف المشركون وعادوا إلى منازلهم وأهليهم رجعوا متلذذین بسخريتهم من المؤمنين واستخفافهم بهم.

(وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ)

أي : وإذا رأى الكفار المؤمنين قالوا: إن هؤلاء لضالون.. وذلك لأنهم على غير دينهم قد تمسكوا بأيمانهم.

(وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ)

أي: وما أرسل الكفار حافظين على المؤمنين، يحفظون أعمالهم ويشهدون برشدهم أو ضلالهم.

(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)

أي : ففي هذا اليوم – يوم القيامة – يضحك المؤمنون من الكفار، كما ضحك الكفار منهم في الدنيا، جزاء وفاقا.

(عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ)

أي: والمؤمنون على أسرة الدر والياقوت، ينظرون إلى الكفار ويضحكون منهم.

(هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)

أي: هل جوزی الكفار في الآخرة بما كانوا يفعلونه بالمؤمنين من السخرية والاستهزاء؟ والجواب: نعم.

اقرأ تفسير جزء عم كاملا من هنا:

تفسير سورة الناس
تفسير سورة الفلق
تفسير سورة الاخلاص
تفسير سورة المسد
تفسير سورة النصر
تفسير سورة الكافرون
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة الماعون
تفسير سورة قريش
تفسير سورة الفيل
تفسير سورة الهمزة
تفسير سورة العصر
تفسير سورة التكاثر
تفسير سورة القارعة
تفسير سورة العاديات
تفسير سورة الزلزلة
تفسير سورة البينة
تفسير سورة القدر
تفسير سورة العلق
تفسير سورة التين
تفسير سورة الشرح
تفسير سورة الضحى
تفسير سورة الليل
تفسير سورة الشمس
تفسير سورة البلد
تفسير سورة الفجر
سورة الغاشية
تفسير سورة الأعلى
تفسير سورة الطارق
تفسير سورة البروج
تفسير سورة الانشقاق
تفسير سورة المطففين
تفسير سورة الانفطار
تفسير سورة التكوير
تفسير سورة عبس
تفسير سورة النازعات
تفسير سورة النبأ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال